aaaboshim
عدد الرسائل : 4 رسالتى : اكتب هنا كل ما تريده من خلال التعديلفى الملف الشخصى( مكتبى) تحياتى وتقدرى للجميع قلب مجروح تاريخ التسجيل : 14/09/2008
| موضوع: أجمل القصص فى المارستان ببغداد الجمعة مارس 13, 2009 10:40 am | |
| أجمل القصص فى المارستان ببغداد
يدخل السرى وأبن أخته الجنيد بن محمد
الجنيد : نحن الساعة فى آخر الليل ياخالى فكيف ندخل هذا المرستان؟
السرى : المارستان يابنى مفتوح ليل نهار.
الجنيد : لكنا سنجد المجانين جميعا نائمين فلن يتاح لك أن تراهم أو تسمعهم .
السرى : كلا ياجنيد بل سنجد كثيرا منهم صاحين , تعال أتبعنى .. أدخل من هنا .. من هذا الباب.
الجنيد : عجبا كأنك تعرف المكان من قبل .
السرى : نعم كثيرا ما أجى هنا لأفرج عن ضيقى .
الجنيدى : المعروف عنك يا خالى أنك كثيرا ما تزور المقابر وتغشى الأسواق
السرى : أجل فى المقابر أعتبر , وفى الأسواق أكتسب علما بالناس والحياة , وفى المارستان أسمع الحكمة من أفواه المجانين .
الجنيدى : عجبا ألا يحرس هذا المكان أحد ؟
السرى : الحراس ناموا يا جنيد .
صوت : كلا أنا صاح يا هذا .. من ؟ مولانا السرى السقطى . أهلا وسهلا . ومن هذا الذى معك ؟
السرى : هذا أبن أختى جنيد بن محمد .
الحارس : أهلا بك وبأبن أتك . أين كنت ياسيدى فلم نرك منذ زمان ؟
السرى : شغلتنى الشواغل يا سليمان , ترى هل عندكم من جديد ؟
الحارس : كل يوم عندنا جديد . عندنا لك اليوم يا سيدى تحفة .
السرى : تحفة !؟
الحارس : هذا أسمها ( أسم على مسمى ) شاعرة مغنية , هلم معى الى مكانها ..أسمع ياسيدى ماذا تقول ؟
تحفة : بربك كيف تجلسنى *** بغير جناية سبقت ؟ تغل يدى الى عنقى *** وما خانت ولا سرقت
السرى : الله الله .
تحفة : وبين جوانحى كبد *** أحس بها قد أحترقت
السرى : الله الله . أسمع ياجنيد . أفهم يا جنيد . تذوق يا جنيد , هل سمعت قط أروع من هذا الشعر ؟ والله يا بنى لقد كدت أشم من كبدى رائحة الأحتراق .
جنيد : أجل يا خالى ما أجمله من شعر وأصدقه , وصوتها أيضا .
السرى : صوتها وشعرها شىء واحد , دعنا الآن ندن منها ونسألها .
الجنيد : أتراها يا خالى تفهم عنك شيئا , إنى أراها ذاهلة اللب تهذى بتلك الأبيات ولا تعى معناها .
السرى : لكنا نحن نعى معناها وبحسبنا ذلك , ( يناديها ) يا أمة الله , يا تحفة .
تحفة : أتخاطبنى يا هذا ؟
السرى : نعم .
تحفة : ماذا تريد ؟
السرى : ما بالك لا تنامين مثل الآخرين ؟
تحفة : أنا عاشقة يا هذا والعاشقون لا ينامون !!
السرى وماذا جاء بك الى هذا المكان ؟
تحفة : حسبونى مجنونة فحبسونى هنا .. مجانين , إياك أن تظننى مجنونة مثلهم ..أنا سكرانة؟
السرى : سكرانة !؟
تحفة : بالحب يا هذا إن كنت تعرف الحب ؟ ....تغنى ...
معشر الناس ما جننت ولكن *** أنا سكرانة وقلبى صاحى قد غللتم يدى ولم آت ذنبا *** غير هتكى فى حبكم وأفتضاحى أنا مفتونة بحب حبيب *** لست أبغى عن بابه من براح فصلاحىالذى رأيتم فسادى *** وفسادى الذى رأيتم صلاحى
السرى : الله الله , ما أشبه هذا بمواجيدنا أهل الطريق , من الذى تحبين يا تحفة ؟
تحفة : مولاى الأول .
السرى : الله الله , أنت إذن تحبين مولاك الأول ياتحفة ؟
تحفة : أجل كنت معه بأسعد مكان فى روح وريحان .
السرى : الله الله .
الجنيد : وأين هو الآن ؟
تحفة : جاء مولاى الثانى فحال بينى وبينه .
الجنيد : سمعت يا خالى ؟ إنها تعنى مالكها الأول والثانى من البشر .
السرى : كلا يا جنيد , مالكها الأول هو الله , ومالكها الثانى من البشر.
الجنيد : ومن هو مولاك الأول يا تحفة ؟
تحفة : هو حبيبى الذى لا حبيب سواه .
السرى : الله الله .
الجنيد : ما أسمه يا تحفة ؟ ما أسم حبيبك ؟
تحفة : أحمد ... أحمد بن المثنى .
الجنيد : سمعت يا خالى ماذا تعنى ؟
السرى : ويحك يا جنيد , ليس ماتعنيه هى هو الذى يعنينى , بل ما أعنيه أنا ومن أعنيه.
الجنيد : الله الله يا خالى الله الله
السرى : إنى داع الآن يا جنيد فأمن على دعائى , ( فى إبتهال ) اللهم يا مقلب القلوب أجعل قلب هذه وقفا على حبك وحدك لا شريك لك فيه
الجنيد : آمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى منزل السرى السقطى وعنده الجنيد بن محمد
الجنيد : أراك يا خالى مهموما اليوم على غير عادتك .
السرى : أنسيت أن علي اليوم أحضر أربعين ألف درهم لمالك تحفة ثمنا لها ؟
الجنيد : متى يطلب منك الدفع ؟
السرى : اليوم بعد صلاة العصر .
الجنيد : ولا تعرف حتى الآن من أين تدبر المبلغ ؟
السرى : لا أعرف حتى الآن يا جنيد .
جنيد : كما دعوت لها فهداها الله الى طريق المحبين العاشقين لجمال الله , فأدع الله أن ييسر لك ثمنها لتعتقها لوجه الله .
السرى : قد فعلت يابنى .. البارحة طول الليل .
جنيد : وأخلصت الدعاء ؟
السرى : نعم يا بنى فى حدود ما أعلم .
جنيد : إذن فسيستجيب الله لك يا خالى لا محالة .
السرى : متى ياجنيد ؟ ما يبقى على الميعاد الدفع غير ثلاث ساعات .
جنيد : فى ساعة واحدة يا خالى يبدل اللهى من حال الى حال .
السرى : صدقت يا بنى لقد ثبت بيقينك هذا ماكاد يتزعزع من يقينى .
جنيد : أستغفر الله يا خالى أين يقينى بيقينك هذا ؟ أنت شيخى واستاذى .
السرى : كثيرا ما يتفوق التلميذ على أستاذه يا بنى .
جنيد : هل تفوقت على أستاذك معروف الكرخى .
السرى : لا يا بنى , ولكنى أرجو أن يتفوق الجنيد بن محمد علي .
جنيد : من أجل كلمة صغيرة قلتها ؟
السرى : بل من أجل اليقين الكبير الذى أرسل تلك الكلمة الصغيرة .
يقرع باب المنزل
السرى : انظر يا جنيد من الطارق .
جنيد : الدعوة المجابة يا خالى , إن شاء الله .
السرى : يسمع كلمة الله لك .
يخرج الجنيد ثم يعود ومعه أحمد بن المثنى وحمال
أحمد : السلام عليكم يا ملاى الشيخ .
السرى : وعليك السلام ورحمة الله .
أحمد : يا حمال ضع الأكياس على الأرض وأنصرف .. خذ .. هذا أجرك .
الحمال : شكرا يا سيدى .
أحمد : أنا أحمد بن المثنى يا سيدى الشيخ وهذه أربعون ألف درهم جئتك بها لتدفعها ثمنا لتحفة .
السرى أنت مالكها الأول ؟
أجل يا سيدى الشيخ , ركبتنى الديون فبعتها مضطرا بعشرين ألف درهم , فشق ذلك عليها حتى فقدت صوابها فأرسلها الخناس الى المارستان , وتألمت لما أصابها فأجتهدت فى التجارة حتى أستطعت أن أجمع عشرين ألف درهم فأنطلقت الى النخاس لأستردها منه فأبى أن يقبل منى أقل من أربعين ألفا درهم فكدت أيأس يا سيدى لولا أن طرق بابى البارحة تاجر فارسى كان مدينا لي بثلاثين ألف درهم فدفع لي الدين الذى عليه فلم أستطع صبرا فأنطلقت صباح اليوم الى النخاس وقلت له خذ المبلغ الذى تريد .. فقال لي : إنك قد سبقتنى الى شرائها منه وأنك ستحضر له ثمنها بعد عصر اليوم , فقلت فى نفسى لعل الله ما يسر لي المال على هذا الوجه إلا لأحمله إليك عسى أن تستعين به فى دفع ما عليك .
السرى : أجل يا بنى , لقد ساقك الله عز وجل لتعيننى فى ذلك , فليس معى اليوم ولا درهم واحد .
أحمد : الحمد لله إذ ساقنى يا سيدى الشيخ لخدمتك .
السرى : لكنى يا أحمد لن أشتريها لك بل سأعتقها لوجه الله .
أحمد : لا بأس يا سيدى , فقد كنت أنا أريد شرائها لأعتقها .
السرى : لعلك تريد أن تتزوجها بعد العتق .
أحمد : نعم يا سيدى الشيخ فهل لديك مانع ؟
السرى : لا مانع عندى يا أحمد , ولكنى أخشى ألا تقبل هى الزواج منك .
احمد : يا سيدى هذه كانت تحبنى وما أصابها هذا الجنون إلا من أجلي .
السرى : لكن ينبغى أن تعلم يا أحمد أن قلبها قد تحول من حبك الى حب الله عز وجل .
أحمد : أجل قد بلغنى ذلك يا سيدى الشيخ .
السرى : بلغك .
أحمد : نعم وإن ذلك قد حصل لها بفضل الله ثم ببرتك , ولكن ألا يجوز يا سيدى الشيخ أن تحب المرأة زوجها وربها فى آن واحد ؟
السرى : بلى يا أحمد غير أن هذه قد أستغرقها حب الله فأخشى ألا تقبل الزواج البتة .
أحمد : إذن يا سيدى أرضى بما قضاه الله وأسلم أمرى له .
السرى : وتنظرنى فى الدين الذى علي الى ميسرة .
أحمد : أى دين يا سيدى ؟
السرى : هذه الأربعون ألفا . .
أحمد : هذه هدية منى ولك الفضل فى قبولها .
السرى : كلا يا أحمد , لا أقبلها إلا دينا لك علي .
أحمد : فليكن يا سيدى ما تريد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى المارستان مرة أخرى
الحارس : ماذا فعلت بها يا سيدى الشيخ ؟ لقد صارت لا تفارق سجادة الصلاة ليل نهار .
السرى : الله هو الذى أصطفاها يا سليمان .
الحارس : حتى الكلام الذى تتغنى به أصبح من لون آخر .
السرى : ماذا صارت تقول يا سليمان ؟
ألأحارس : تعالوا أسمعوها بآذانكم .
تحفة : يا من رأى وحشتى فآنسنى *** بالقرب من وصله فأنعشني يا ساكنا مهجتى ومن عجب *** تضيق عنه الدنى ويسكنني
السرى : الله الله أسمع يا جنيد .
جنيد : هذا يا خالى إبداع
تحفة : أن تقصنى عنه غفلتي فلقد *** عاد بإحسانه يقربني حسبي من الكون من شغفت به *** اصحبه مؤنسا ويصحبني وكنت فى غفلة فنبهني *** وكنت فى رقدة فأيقظني
الجميع : الله الله الله الله
السرى : خبرينا يا تحفة ماذا نقلك من حال الى حال؟
تحفة : خاطبنى الحق فى جناني *** فكان وعظي على لساني
قربنى منه بعد بعد *** وخصني منه وأصطفاني
أجبت لما دعيت طوعا *** ملبيا للذى دعانى
وخفت لما جننت فيه *** ما يوقع الحب بالأماني
الجميع : الله الله الله ز
السرى : هلم الآن يا عبدالله المزين , هأنذا قد أحضرت لك الأربعين ألف درهم فبعنى تحفة .
عبدالله : يا سيدى الشيخ لو أعطيتنى الدنيا كلها ما قبلت , هذه صديقة .
السرى: ويلك ماذا تريد أن تصنع بها ؟
عبدالله : قد أعتقها , فهى حرة لوجه الله .
السرى : بوركت يا عبدالله المزين .
عبدالله : وأعتقت معها سائر عبيدى وإمائى .
السرى : طوبى لك يا عبدالله المزين , ويحك ماذا يبكيك يا عبدالله ؟
عبدالله : الفرح يا سيدى الشيخ إذ عشت حتى سمعت العارف بالله السرى السقطي يقول لي : بوركت يا عبدالله المزين , طوبى لك يا عبدالله الزين .
السرى : وأنت يا أحمد بن المثنى ماذا يبكيك أنت كذلك ؟
أحمد : ما رضيني مولاى الحق لما ندبني إليه ولا وجدت آمالي قبولا بين يديه .
السرى : خفض عليك يا أحمد , فقد تقبل الله نيتك فكأنما تقبل عملك .
أحمد : إذن فإني أشهدك يا سيدى الشيخ أني قد خرجت عن مالي هذا فهو صدقة لوجه الله البديع ولجلاله الرفيع .
السرى : ألا تستبقى منه شيئا لنفسك يا أحمد .
أحمد : كلا يا سيدى بل سأخرج عن كل ما بقي لي بعد من مال وأتوب على يديك وأزهد فى الدنيا وأكون من مريديك .
عبدالله : وأنا يا سيدى الشيخ ما بقي لي فى الدنيا من أرب فأجعلني من مريديك على ما فى من جوى .
السرى : أنت يا عبدالله من المقبولين .
عبدالله : الحمد لله .
أحمد : وأنا يا سيدى الشيخ ؟
السرى : أنت أمرك فى يد تحفة إن شائت قبلتك وإن شائت ردتك .
أحمد : كلا يا سيدى الشيخ قد تجردت من كل حب إلا حب الله وحده .
السرى : أنت الآن إذن يا أحمد بن المثنى من المقبولين .
أحمد : الحمد لله .
تحفة : يا سيدى الشيخ هو الآن عندى أيضا مقبول إن شاء الله .
السرى : أتعنين ما تقولين يا تحفة ؟
تحفة : نعم يا سيدى الشيخ ما دام قلبه وقفا على حب الله فلن يشغلنى عن حب الله
بيته سوف يفتدى *** مسكنا لي ومسجدا
أوجد الستر والسكينة *** فيــــه والمرادا
لن يرى في عبدة *** أو أرى فيه سيدا
بل كلانا من سيد *** واحد نرتجي الندى
ونصلى له معا *** فى سنا الحق والهدى
السرى : طوبى لك يا أحمد مرتين .
أحمد : كل هذا بفضلك يا سيدى الشيخ وبركتك .
السرى : بل بفضل تحفة وبركة تحفة بعد فضل الله وبركته
وبهذا نختتم قراءتنا عن الشاعر على أحمد باكثير
</STRONG>أرجوا التثبيت وشكرا | |
|